الدهر بالل األرفه لي نبذة مكتوبة أخرى. وليست درجة هذا التنويع في المصادر هي نفسها في أقسام اليتيمة والتتم ة.

Transcription

1 Ankara Üniversitesi İlahiyat Fakültesi Dergisi 55:2 (2014), ss.1-25 DOI: /Ilhfak_ الشفاهي الدهر والمكتوب: وتتمة اليتيمة د ارسة في مصادر الثعالبي في يتيمة بالل األرفه لي جامعة والية أوهايو والجامعة األميركية في بيروت نبذة تستعرض هذه الورقة المصادر الشفاهية والمسموعة والمكتوبة لكتاب ين في االختيار األدبي بارز ين هما يتيمة األدبي الدهر في محاسن أهل العصر وذيله تتمة اليتيمة ألبي منصور الثعالبي. والكتابان يعنيان حصر ا بالنتاج المعاصر للمؤلف مرتب ا حسب األقاليم الجغ ارفية. تكشف هذه الورقة شبكة من األدباء الناشطين في النصف الثاني من القرن ال اربع/العاشر الذين يشكلون المصادر الرئيسة في الكتاب ين. يثبت استع ارض هذه المصادر عودة للرواية الشفاهية وهو ما فرضته ج دة المواد التي ل ما تكن قد دونت في الكتب. عالوة على ذلك يكشف هذا االستع ارض اعتماد الثعالبي على وسائل مساعدة في نقل األخبار عبر استعانته بالدواوين والكتب ومواد مكتوبة أخرى. وليست درجة هذا التنويع في المصادر هي نفسها في أقسام اليتيمة والتتمة. Öz Şifahi ve Yazılı: e - e ālibī nin Yetīmetu d-dehr ve Tetimmetu l-yetīme sinde Kullandığı Kaynaklar Üzerine Bir Çalışma Bu makale, Ebū Manṣūr e - e ālibī nin telif ettiği Yetīmetu d-dehr fī Maḥāsini Ehli l- Aṣr ve onun zeyli Tetimmetu l-yetīme adlı iki temel antolojinin yazılı, şifahi ve işitsel kaynaklarını incelemektedir. Bu iki eser, müellifin çağındaki literatürü coğrafi bölgeler açısından ele almaktadır. Makale, 4/10. yüzyılın ikinci yarısında aktif olan ve her iki eser için başlıca otoriteleri teşkil eden bir edibler (udebā ) ağını açığa çıkarmaktadır. Yetīme ve Tetimme deki kaynakların incelenmesi, şifahi aktarıma geri dönüşün olduğunu ve henüz kitaplarda kayıt altına alınmamış bilgilerin bunu zorunlu kıldığını tesbit etmektedir. Buna ilave olarak, makale e - e ālibī nin haberlerin aktarımında divanlar, kitaplar ve diğer yazılı materyallerin هذه المقالة ملخص عن د ارسة مطولة عن مصادر الثعالبي في يتيمة الدهر وتتمة اليتيمة: Bilal Orfali, The Sources of al-tha ālibī in Yatīmat al-dahr and Tatimmat al-yatīma, Middle Eastern Literatures 16 (2013), pp يشكر المؤلف مريم العلي طالبة الد ارسات العليا في الجامعة األميركية في بيروت لمساعدتها في ترجمة أقسام من هذه الد ارسة إلى العربية.

2 صص. 2 Bilal Orfali yardımına başvurduğunu da ortaya çıkarmaktadır. Kaynakların bu çeşitliliği, Yetīme ve Tetimme nin bütün bölümlerinde aynı değildir. Abstract The Oral and the Written: A Study on the Sources of al-tha ālibī in his Yatīmat al-dahr and Tatimmat al-yatīma This paper surveys the written, oral, and aural sources of two major anthologies, the Yatīmat al-dahr fī Maḥāsin Ahl al- Aṣr and its sequel the Tatimmat al-yatīma of Abū Manṣūr al- Thaʿālibī, which deal exclusively with contemporary literature based on geographical regions. The paper uncovers a network of littérateurs, active in the second half of the fourth/tenth century, who constituted the major authorities for both works. The survey of the sources in the Yatīma and the Tatimma strongly evinces a return to oral transmission, necessitated by the newness of the information that had yet to be recorded in books. The survey also reveals the use of complementary transmissions through dīwāns, books, and other written materials. This distribution of sources is not uniform throughout the aqsām of the Yatīma and the Tatimma. مقدمة ي عد كتاب يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر وذيله تتمة اليتيمة ألبي المصنفات أقدم من التي العربية 1 منصور الثعالبي ) / ( إلينا وصلت والتي تنظر في األدب على أساس األقاليم الجغ ارفية و اإلنتاج المعاصر لمؤلفهما. الثعالبي عرفنا وقد على كثير من الشع ارء الذين لم يذكروا في سوى كتاب يه. وعليه ي عد هذان الكتابان من أهم مصادر في األدب د ارسة القرن ال اربع/العاشر. لترجمة مفصلة للثعالبي انظر Everett Rowson, al-tha ālibī, EI 2, v.10, pp.426a-427b; Carl Brockelmann, Geschichte der arabischen Litteratur (Leiden: Brill, ), v.1, pp.284-6, S I: ; Clifford Edmund Bosworth (tr.), The Laṭā if al-ma ārif of Tha ālibī [The Book of Curious and Entertaining Information] (Edinburgh: Edinburgh University Press, 1968), pp.1-31; Bilal Orfali, The Art of Anthology: Al-Tha ālibī and His Yatīmat al-dahr (Ph.D Dissertation, Yale University, New Haven, 2009); محمود عبد اهلل الجادر الثعالبي ناقد ا وأديب ا )بيروت: دار النضال 1991( صص زكي مبارك والمصادر النثر الفني في القرن ال اربع )القاهرة: المكتبة التجارية الكبرى ]1957[( ج. 2 المذكورة هناك.

3 الشفاهي والمكتوب: دراسة في مصادر الثعالبي AÜİFD 55:2 3 باستثناء بعض اإلشا ارت العر ضية إلى العالقة بين الشعر والمكان في مصنفات أدبية من 2 القرن الثالث/التاسع لتصنيف كتب االختيا ارت قبل يتيمة الدهر ال يبدو أن هذه الفكرة 3 ألبي منصور الثعالبي. شكلت نواة يهدف منهجي شامل لكل الشع ارء واألدباء المعاصرين ارفي الكتاب إلى تقديم مسح جغ للمؤلف والذين كتبوا أو نظموا بالعربية وهو مقسم إلى أربعة أقاليم أو أقسام من الغرب إلى الشرق: )1( الشام و) 3 ( غرب إي ارن )الجبل وفارس وجرجان والموصل ومصر والمغرب و) 2 ( الع ارق )خر اسان وبالد ما و ارء النهر(. يقع كل قسم بدوره في عشرة تناول شخصيات أدبية معينة أو بالطات وطبرستان( و) 4 ( شرق إي ارن أو المختا ارت الشعرية التي تشكل مادة الكتاب على أساس أبواب مدن وقرى. إلى جانب يترجم الرئيسة الثعالبي أحيان ا 2 3 انظر مناقشة لهذه اإلشا ارت في الجادر الثعالبي ناقد ا وأديب ا ص. 193 وما بعدها. علي المنجم يقول الحصري في زهر اآلداب إن الثعالبي وضع يتيمة الدهر على نسق كتاب لهارون بن البغدادي )ت 900/288( بعنوان البارع في أخبار الشع ارء المولدين. جمع هذا الكتاب المفقود اليوم بحسب الحصري أسماء مائة وواحد وستين شاعر ا بدء ا من بشار بن برد وانتهاء بمح مد بن عبد الملك بن صالح القيرواني انظر الحصري زهر اآلداب وثمار األلباب تحقيق علي محمد 1970( 1: 220. من المرجح هنا أن ما قصده الحصري هو ات البجاوي )القاهرة: البابي الحلبي علي المنجم في باع الثعالبي لهارون بن اهتمامه بالشعر المحد ث وليس في تصنيف كتاب اختيا ارت على أساس األقاليم الجغ ارفية. في الواقع إن عدد ا محدود ا من األخبار والمختا ارت التي تتناول الشعر المحد ث قبل الثعالبي متوفر بين أيدينا اليوم. عندما س ئ ل التوزي )ت 845/230( أريه مثال في قصيدة لمعاصره أبي تمام )ت الصولي أخبار أبي تمام تحقيق خليل محمود عساكر وآخرون 845/232( فضل السكوت انظر )بيروت: المكتب التجاري د.ت.( ص وال يضمن كل من الضبي )ت 780/164( واألصمعي )ت 828/213( أي شعر محد ث في األصمعيات والمفضليات ويهمل الجمحي )ت 845-6/231-2( بدوره معاصريه من الشع ارء. يتخذ ابن قتيبة )ت 889/276( موقف ا وسطي ا متناو ال شعر المحد ثين بحذر شديد فيقصر الشع ارء المعاصرين له على ستة عشر شاعر ا من مجموع مائتين وستة شع ارء. عن المواقف المختلفة من الشعر المحد ث انظر Geert Jan van Gelder, Muḥdathūn, EI 2 Suppl., pp والمصادر المذكورة هناك. انظر أيض ا Suzanne Pinckney Stetkevych, Abū Tammām and the Poetics of the Abbāsid Age (Leiden, New York: Brill, 1991), pp.5-37.

4 4 Bilal Orfali للشخصيات األدبية ويضيف معارضات ويستعرض المعلومات عن بعض التعليقات النقدية ويناقش السرقات وال سياقات القصائد التاريخية. ينسحب ترتيب يتيمة الدهر على تتمة اليتيمة لكن مقتصر ا على األقسام الكبرى دون تبويب. وتختم تتمة اليتيمة بقسم يخرج عن خطة الكتاب يتضمن شع ارء من كل األقاليم. وهؤالء هم إما شع ارء ألم الثعالبي بش عرهم متأخر ا أو شع ارء نسي إد ارج شعرهم في القسم المناسب من يتيمة الدهر. ويقر الثعالبي أ ن الشع ارء ال يتبع ترتيب ا زمني ا أو طبق يا مجرى نال تأليف معياري ا 4 الحلواء التي ت قدم في أواخر الموائد". فالقسم على حد قوله: ذكر هؤالء الترتيب الجغ ارفي ليتيمة الدهر وتتمة اليتيمة رواج ا كبير ا. فقد أث ار كتب االختيا ارت العربية لقرون تلت تأليفهما ارفي الجغ تقفي أثر هذا الشاعر أو ذاك م ما ساعد على واإلقليم والبالط. ومن كتب االختيا ارت التي تبعت خطى تحديد ا "يجري في ألن التوزيع سمح بإد ارج شع ارء كثيرين وأتاح نوع ا من السهولة المرجعية في د ارسة األدب بحسب المدينة الثعالبي نذكر دمية القصر للباخرزي )ت 1075/467( ووشاح دمية القصر ولقاح روضة العصر ألبي الحسن بن زيد البيهقي )ت لعماد الدين الكاتب اإلصفهاني )ت 5 )1169/565 6 )1201/597 وخريدة القصر وجريدة العصر وريحانة األدباء لشهاب 4 5 الثعالبي تتمة اليتيمة تحقيق م. م. قميحة )بيروت: دار الكتب العلمية 1983( ص هذا الكتاب متوفر اليوم في مخطوطة غير مكتملة حسين شلبي المخطوطات في القاهرة. انظر فؤاد 870 :1 ) ويوجد نسخة منه في معهد السيد فهرست المخطوطات المصورة )القاهرة: دار الرياض للطبع والنشر 545. يذكر ياقوت الحموي هذا الكتاب مرات عدة ويعتمده مصدر ا انظر معجم األدباء تحقيق إحسان عباس )بيروت: دار الغرب اإلسالمي 1993( صص ح قق واألندلس. أج ازء هذا الكتاب في طبعات مستقلة تتناول مصر و الشام والع ارق وشمال أفريقيا وصقلية

5 الشفاهي والمكتوب: دراسة في مصادر الثعالبي AÜİFD 55:2 5 الدين أحمد بن محمد الخفاجي )ت ورشحة طالء الحانة للمحبي )ت العصر في محاسن الشع ارء بكل م صر 7.)1692/1104 سنة الكتابان بدأ 994/384 8 كعملين قيد التصنيف. 9 وأهداه لوزير لم يسمه. إذ 1659/1069( وذيوله ونفحة الريحانة 1699/1111( )ذيل لريحانة األدباء( وسالفة ومع شرع البن معصوم المدني )ت الثعالبي بوضع يتيمة الدهر مرور الزمن ألفى غير ارض عن 7 وغيرها من الكتب الضائعة على سبيل المثال: )1( ذيل اليتيمة )ت 1051/442 ( انظر الحموي ص حاجي خليفة )بغداد: مطبعة المثنى 1972( 2: 2049 )2( ج نان الجنان ورياض األذهان علي بن الحسن بن المظفر النيسابوري ألبي كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون علي الزبير للقاضي أحمد بن األسواني المصري )ت 1166/562( انظر الكاتب اإلصبهاني خريدة القصر قسم شع ارء مصر )القاهرة: لجنة التأليف والترجمة والنشر 1951( 1: الدمية انظر الحموي ص )بيروت: دار إحياء الت ارث العربي 2000( 20: 200 )3( درة الوشاح للبيهقي )ت 1169/565( مؤلف وشاح والصفدي الوافي بالوفيات تحقيق أحمد األرناؤوط وت. مصطفى 84 )4( زينة الدهر في لطائف شع ارء العصر )ذيل لدمية القصر( ألبي المعالي الحظيري )ت 1172/568( الذي مدحه ابن خلكان لكثرة عدد الشع ارء فيه وكان مصدر ا له ولغيره ال سيما لياقوت الحموي والذهبي والصفدي انظر ابن خلكان وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان تحقيق إحسان عباس )بيروت: دار صادر )1968 : : : :6 149 : : الحموي الذهبي تاريخ اإلسالم تحقيق ع. ع. تدمري )بيروت: دار الكتاب العربي 1993( 36: 42: : الصفدي : : : :8 163 :5 105 :4 74 :2 117 )5( المختار في النظم والنثر ألفاضل أهل العصر البن بشرون الصقلي ( ت بعد 1166/561 ( انظر حاجي خليفة 2: )6( ذيل يتيمة الدهر ألسامة بن منقذ )ت 1188/584 ( انظر الحموي ص عن إعادة الثعالبي لتأليف كتبه واهدائها انظر Bilal Orfali, The Works of Abū Manṣūr al-tha ālibī ( / ), Journal of Arabic Literature 40 (2009), ; and Orfali, The Art of the Muqaddima in the Works of Abū Manṣūr al-tha ālibī, in Lale Behzadi and Vahid Behmardi (ed), The Weaving of Words: Approaches to Classical Arabic Prose (Beirut: Orient-Institut Beirut, 2009), pp علي بن سيمجوري. ويبر ر الجادر إسقاط االسم في يقترح الجادر اسم أبي الحسين محمد بن كثير وزير أبي علي بن سمجوري النسخة الثانية شارح ا بأن الثعالبي عمل على هذه النسخة في عهد الغزنويين الذين خلفوا أبا وعارضوا وزيره. وعليه لم يشأ الثعالبي أن ينفر الغزنويين بذكر عدوهم القديم في مقدمة الكتاب. انظر محمود

6 6 Bilal Orfali كتاب وجده مفتقر ا للشمولية واالط 10 ارد فأعاد تحريره وتنظيمه. تحديد تاريخ تحريره النسخة الثانية لليتيمة. ويرجح وبونباكر أما كل من روسون يهمل الثعالبي (Rowson) (Bonebakker) السنة 1012/403 محتمال إلتمام تاريخ ا هو محرم 402 اليتيمة 11 استناد ا على أن آخر تاريخ مذكور في الكتاب بآ) 1011(. أما فيما خص تتمة اليتيمة فيذكر الثعالبي في المقدمة أن نسختها األولى كانت مهداة لرجل البالط الغزنوي الشيخ أبو الحسن محمد بن عيسى ال ك رجي. النسخة الثانية تعود ل ما بعد هذه السنة. ففيها ذكر ألحداث وقعت في سنة وعليه فهي 1032/424 يبدو أن السبب الرئيس إلعادة تصنيف يتيمة الدهر وتتمة اليتيمة هو توافر مواد أدبية جديدة مما أدى بالضرورة إما إلى إد ارج مداخل جديدة أو إلى تعديل أخرى قديمة. م اركز العلم 12 ملتقي ا فالثعالبي عدد ا سافر كبير ا اإلسالمي ازئ را الشرقي للعالم طويال في الجزء من أعالم عصره. وقد سمحت له هذه األسفار بتجميع معظم المادة التي أدرجها في هذين الكتاب ين مباشرة من الكتاب أنفسهم أو نقال عن المصنفات المكتوبة. الواس عي النطاق إم ا عبد اهلل الجادر "د ارسة توثيقية لمؤلفات الثعالبي " مجلة معهد البحوث والد ارسات العربية 12 )1983/1403( ص الثعالبي يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد )القاهرة: المكتبة التجارية )1956 : يدعم هذا ال أري إشارة الثعالبي ألمير جرجان قابوس بن وشمكير وللوزير الغزنوي أبي العباس بن فضل بن أحمد اإلسف ارئيني والتي تدل على جهله بخلعهما وموتهما الذي وقع مب كر ا في السنتين 1012/403 و /404 توالي ا انظر نقاش ا مفصال عن تاريخ إكمال اليتيمة في Everett Rowson and Seeger A. Bonebakker, A Computerized Listing of Biographical Data from the Yatīmat al-dahr by al-tha ālibī (Malibu: UNDENA Publications, 1980), pp يتيمة الدهر 18. 1:

7 الشفاهي والمكتوب: دراسة في مصادر الثعالبي AÜİFD 55:2 7 اروا ت يرى شوكت (Shawkat Toorawa) القرن الثالث/التاسع عز ز إمكانية أن أن توافر الكتب في بغداد إبان يح صل الفرد ثقافته األدبية عبر التعليم الذاتي. أدى هذا التطور بحسب ت اروا إلى ت ارجع مواز في االعتماد على النقل 13 والسماعي (aural) للمعرفة والى اعتماد مت ازيد على الكتب الشفاهي (oral) 14 والمواد المكتوبة. وقد فحص والتر ويركميستر Werkmeister) (Walter مصادر العقد الفريد )940/ مكتوبة. كان قد اإلصبهاني )ت الفرج 16 الشفاهية والمكتوبة. وبين أن معظم المادة التي استعملها ابن عبد ربه )ت حصلها من المجالس والحلقات وليس من مصادر درس مانفرد فليشهامر (Manfred Fleischhammer) 967/356( في تصنيف كتاب األغاني يسوق تمحيص فليشهامر الدقيق طريقة أبي وحدد مصادره لألسانيد إلى أمرين أوال أ ن المصنف استقى مادته من عدد محدود من الرواة وثاني ا أ ن اثنين: اإلصبهاني يحدد المصادر المكتوبة الرئيسة التي اعتمد عليها. يعالج فؤاد سزكين أيض ا مصادر األغاني وهو يتفق مع فليشهامر على عدد المصادر التي 13 تواتر مصطلح "سماعي" في الد ارسات التاريخية-التحليلية لمصادر المصنفات العربية الوسيطة ألنه يضيء أوال على المادة المكتوبة )التي كانت تستند عليها معظم المحاض ارت والحلقات( وعلى الطريقة الفعلية في السماعي تدريس هذه المادة بق ارءتها جهر ا بصوت عال من نص مكتوب ثاني ا لرؤية أشمل عن النقل والد ارسات حوله انظر Sebastian Günther, Assessing the Sources of Classical Arabic Compilations, British Journal of Middle Eastern Studies 32 (2005), pp Shawkat Toorawa, Ibn Abī Ṭāhir Ṭayfūr and Arabic Writerly Culture: A Ninth-Century Bookman in Baghdad (London; New York: Routledge Curzon, 2005), p.124. انظر أيض ا Gregor Schoeler, The Genesis of Literature in Islam from Aural to the Read, tr. Shawkat Toorawa (Edinburgh: Edinburgh University Press, 2009), pp انظر Walter Werkmeister, Quellenuntersuchungen zum Kitāb al- iqd al-farīd des Andalusiers Ibn Abdrabbih (240/ /940) (Berlin: Klaus Schwarz Verlag, 1983). 16 Manfred Fleischhammer, Die Quellen des Kitāb al-aġānī (Wiesbaden: Harrassowitz, 2004).

8 8 Bilal Orfali استعملها اإلصبهاني لكنه يرى أن األخير غالب ا ما اعتمد على مصادر 17 مكتوبة. من جهة أخرى ي ارجع سيبستيان غونتر Günther) (Sebastian مصادر كتاب آخر لإلصبهاني هو مقاتل الطالبيين ويخلص إلى أن الكاتب اعتمد على عدة مصادر مكتوبة ومسموعة بأسانيد فردية 18 السواء. على وجماعية بالرغم من قرب يتيمة الدهر وتتمة اليتيمة زمني ا من المصنفات المذكورة آنف ا إال لمؤلفهما وهذا أنهما يختلفان عنها في معالجتهما الحصرية إلنتاجات أدبي ة معاصرة وهو ما يشكل مادة جديدة بأغلبها لم تكن قد د ونت بعد في الكتب ما يسجله الثعالبي في مقدمة يتيمة الدهر. فمن أين جمع الثعالبي رواياته تهدف هذه الورقة إلى تقديم فكرة عامة عن المصادر الشفاهي ة والمسموعة و المكتوبة التي اعتمدها الثعالبي في تصنيف يتيمة الدهر وتتمة اليتيمة. المصادر المكتوبة حياته الثعالبي قضى في ترحال شبه دائم ازر خالله يزودنا بتفاصيل ع ما قلما أفاد من مكتبة األمير أبي الفضل عبيد اهلل الميكالي )ت مكتبات عديدة لكن ه اختبره فيها. يصرح الثعالبي في يتيمة الدهر مثال يشير الثعالبي أيض ا في مقدمة فقه اللغة )وهو كتاب كتبه بعدما أن ه 19.)5-1044/436 طلب األمير 17 فؤاد سزكين "مصادر كتاب األغاني ألبي الفرج اإلصفهاني " في فؤاد سزكين محاضرات فى تاريخ العلوم العربية واالسالمية )فرانكفورت: معهد تأريخ العلوم العربية واإلسالمية في إطار جامعة فرانكفورت )1984 صص لصناعة كتاب األغاني انظر Hilary Kilpatrick, Making the Great Book of Songs: Compilation and the Author s Craft in Abū l-faraj al-iṣbahānī s Kitāb al-aghānī (London; New York: RoutledgeCurzon, 2003). 18 انظر Sebastian Günther,» nor have I learned it from any book of theirs«abū l-faraj al-iṣfahānī: A Medieval Arabic Author at Work, in R. Brunner et al., (ed), Islamstudien ohne Ende: Festschrift für Werner Ende zum 65. Geburtstag ([Heidelberg]: Deutsche Morgenländische Gesellschaft, 2000), pp انظر يتيمة الدهر :

9 الشفاهي والمكتوب: دراسة في مصادر الثعالبي AÜİFD 55:2 9 منه ذلك مضيفه م ارر ا( أنه مكث في قرية الميكالي فيروز على خاللها آباد ألربعة أشهر 20 تزويده بكل المصادر الالزمة من مكتبته الخا صة. الثعالبي أيض ا مكتبة أبي نصر سهل بن المرزبان )ت قبل مصادر الكتب الرئيسة. تحوي هذه المكتبة كتب ا نادرة حصلها 21 خالل زيارت يه إلى بغداد. أنه أفاد منها مباشرة لكنه كثير ا أن ابن المرزبان منحه امتياز ا خا صا أخرى. حرص يعد 1029/420( كإحدى المرزبان ابن ال يذكر الثعالبي بالتحديد أنه ازر هذه المكتبة أو ما يشير في يتيمة الدهر وفي مصنفات أخرى لالطالع على ديوان معين أو مصنفات يحدد الثعالبي عدد ا من مصادره المكتوبة بعناوينها كدواوين الشع ارء أو لعلي بن عبد العزيز الجرجاني )ت 1002/392( كتب مثل الوساطة والروزنامجة للصاحب بن عباد )ت 995/385( والفرج بعد الشدة للتنوخي )ت 994/384(. ويمكن التثبت من اعتماده مصادر أخرى إضافية من خالل صياغته لالقتباسات أو طريقة عرضها. من المحال التي استخدمها الثعالبي خالل انتقائه الختيا ارته يزودنا بالئحة مصادره كاملة. هناك المصادر ك ل بالطبع تتبع ألنه كغيره من معاصريه ال عدد غير قليل من القصائد مدرج في يتيمة الدهر دون ذكر أل ي مصدر رواية شفاهية أو مكتوبة بحيث يصدر الثعالبي القصيدة أو المقطوعة الشعرية بقوله: "قال" و"أنشدت" أو "له" ال سيما في المداخل القصيرة المخصصة 22 للشع ارء المغمورين. في أحيان أخرى يمكن الثعالبي فقه اللغة وسر العربية تحقيق ياسين األيوبي )بيروت: المكتبة العصرية 2000( ص. 33. انظر يتيمة الدهر : ليست عادة إسقاط األسانيد محصورة بالثعالبي. يصرح ابن عبد ربه في مقدمة العقد الفريد بأنه سيهمل األسانيد في كتابه. فهو يرى أ ن الكتاب مجموعة من األخبار المسلية واألمثال والنوادر وعليه فإلحاق األسانيد بها غير ضروري واسقاطها يجعل الكتاب أقصر وأخف. ثم يستشهد ابن عبد ربه ببعض علماء الحديث الذين يقللون من شأن اإلسناد محتج ا بأنه إذا كان إسقاط األسانيد ممكن ا في الحديث فإسقاطه إذ ا مبر ر في

10 10 Bilal Orfali استنتاج أن الثعالبي قد أفاد من ديوان ما أو عمل ما كونه يصفه في غير مورد االقتباس منه في يتيمة الدهر أو تتمة اليتيمة. فهو في المدخل عن الشاعر والكاتب واألديب أبي الفرج الحسين بن محمد بن هندو )ت 1029/420( مثال يدرج كمية كبيرة من الشعر دون الحق ا باستخدام ديوان 23 ابن بشر الرملي. األخير عام تصنيف يمكن بشكل يلي: )I( دواوين )II( واألو ارق(. الدواوين في المدخل أو 1019/410 ذكر مصدر لكن ه يقر علي الذي يترجم فيه ألبي الحسين المادة المكتوبة في يتيمة الدهر وتتمة اليتيمة كما كتب )III( مواد مكتوبة أخرى )كالرسائل والرق ع استخدم الثعالبي ثمانية عشر ديوان ا على األقل في يتيمة الدهر وسبعة على األقل في تتمة اليتيمة. هذه الدواوين هي مجموعة قصائد )يستخدم الثعالبي كلمتي مجموع أو عادة أصدقائه الشع ارء أنفسهم وأبي ال مجلدة( متداولة بالت ازمن مع حصول الثعالبي عليها من أ يب من سيما بكر بن علي بن الحسن الق هستاني )ت بعد سهل بن المرزبان. وقد صنف الثعالبي عبد اهلل محمد بن حامد الخوارزم ي 24 )1043/435 مجموعات أخرى بنفسه كما نصر وأبي في حالة نصوص هذه األخبار التي تهدف إلى التسلية انظر ابن عبد ربه العقد الفريد تحقيق أحمد أمين وآخرون )القاهرة: مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ( 1: تتمة اليتيمة 34. ديوان ابن هندو ضائع لكن الثعالبي وأصحاب اختيا ارت الحقين يحتفظون بعينات من شعره الغنائي وأغلبه غزل وكذلك بمقتطفات من رسالته الوساطة بين الزناة والالطة. انظر C. Brockelmann, GAL-S I: التقى الباخرزي هذه الشخصية سنة 1043/435 انظر الباخرزي دمية القصر وعصرة أهل العصر تحقيق محمد ألتونجي )بيروت: دار الجيل 1993( 2: والحموي :4 وانظر لمزيد من التفصيل تتمة اليتيمة

11 الشفاهي والمكتوب: دراسة في مصادر الثعالبي AÜİFD 55:2 11 الشاعر اللحام )ت.)973/363 الثعالبي اعتماد يظهر على الدواوين جل يا في األول من يتيمة الدهر حيث يعالج س ير شع ارء لم يصادفهم قط وآخرين القسم ليسوا من الشهرة بمكان لتكون لهم دواوين منشورة. يذكر الثعالبي عادة كيف 25 حصل ديوان ا معين ا وي الحظ أيض ا أنه الكتب بالنسبة للكتب التي حال التاجي والوساطة 26 معلق ا على حجمه 29 وناسخه. 28 وشهرته 27 وقيمته 30 يذكر الدواوين التي لم يستطع تحصيل نسخة منها. للصابي )ت مساوئ شعر المتنبي عاد إليها الثعالبي للقاضي الجرجاني )ت نجده 994/384( والف سر يسميها البن جني )ت غالب ا باسم كاتبها. كذا )1002/ /392( والروزنامجة والكشف عن للصاحب بن عباد. يهمل الثعالبي عادة ذكر اسم الشخص الذي زوده بهذه الكتب وال نستطيع أن نعرف طريقة نقلها أشفا ه ا كتابة أم ن قلت 31 أم سما عا. في يتيمة الدهر بعض ما يدل على استعمال النقل األول )الشام أساسي في القسم سماعي. يعتمد الثعالبي على الكتب بشكل ال ومصر والمغرب( ويقل هذا االستعمال كلما اتجهنا شرق ا ليصل إلى حده األدنى في القسم ال اربع )خر اسان وبالد ما و ارء النهر( وفيه يبدو الثعالبي أكثر اعتماد ا على االتصاالت الشخصية. وعلى أي حال فكل الكتاب المست شهد بهم انظر يتيمة الدهر : :3 117 :2 289 :1 تتمة اليتيمة ص انظر يتيمة الدهر.442 :4 3 : يتيمة الدهر : يتيمة الدهر : يتيمة الدهر 172 :4 379 : :2 تتمة اليتيمة ص انظر مثال يتيمة الدهر : يصدر الثعالبي الشعر بعبا ارت مثل "أكتبني" أو "كتبني" و"استمليت منه" أو :2 26 :1 119 تتمة اليتيمة ص "أق أرني" انظر يتيمة الدهر

12 و" 12 Bilal Orfali معاصرون للثعالبي. تتفاوت أعمال هؤالء الكتاب من حيث طبيعتها بين التاريخ والت ارجم )التاجي وتهذيب التاريخ والروزنامجة( والشروحات الشعري ة األدبي )الوساطة والكشف عن مساوئ شعر المتنبي )الفسر ( والنقد والموازنة( والطب )رسالة في الط ب( وكتب الطبقات )كتاب إصبهان( وكتب االختيا ارت التي ت عنى بمواضيع محددة وأشعار الندماء )روائع التوجيهات والفرج بعد الشدة( وكتب االختيا ارت والتحف والظرف األدبية العامة )سحر البالغة ) والمجموعات العامة )حاطب ليل وسفينة الميكالي (. األول )أربع مر ات( لك ن يبرز استعمال الكتب في تتمة اليتيمة في القسم ذكرها يندر بعد ذلك )اقتباس واحد في القسم الثاني وآخر في القسم الثالث(. وكما في يتيمة الدهر يبدو أن الثعالبي عول على صالته الشخصية فيما متنوعة: خص األقاليم الشرقي ة. أما مواضيع الكتب المقتبس م نها فهي كذلك كتب اختيا ارت موضوعية ونقد )التشبيهات المحب والمحبوب والمشموم والمشروب( ورسائل )رسائل الصابي( ومجموعات عامة )سفينة الحامدي ( التنوع في المصادر ورسائل أدبية )الوساطة بين الزناة والالطة(. يد ل هذا المعتمدة على إلمام الثعالبي الواسع بغير مجال أدبي وحرصه على تجميع األدبي في عصره. أحسن اإلنتاج عالوة على الكتب المدرجة في الملحقين الثاني والثالث يشير الثعالبي إلى كتب رآها ولم يقتبس منها إذ يقول في مدخله عن أبي الفرج اإلصبهاني: الذي أريته من كتبه: كتاب القيان وكتاب األغاني وكتاب اإلماء الشواعر وكتاب الديا ارت وكتاب دعوة الن جار وكتاب مج رد األغاني وكتاب أخبار البرمكي جحظة وما أش ك في أ ن 32 له غيرها". وأحيان ا يذكر ق ارءته الثعالبي 32 يتيمة الدهر : يذكر الثعالبي أيض ا: )1( كتاب السجع للحسن بن عبد الرحيم الزال لي )1: 307 ( )2( اختصار كتاب العين وطبقات النحويين واللغويين واألبنية في النحو ألبي بكر الزبيدي )2: 71 ( )3(

13 الشفاهي والمكتوب: دراسة في مصادر الثعالبي AÜİFD 55:2 13 لكتاب ما ويعلق على قيمته ومضمونه دون أن يقتبس منه. يصرح الثعالبي مثال أنه استمتع بق ارءة بعض أج ازء 33 ازملة النتف ألحمد بن محمد البغوي والذي يقع في ثالثين جزء ا ويرى أن الصحاح في اللغة للجوهري )ت /393( يفوق ما سبقه في موضوعه ويزعم أن أبا سعد منصور بن الحسين اآلبي )ت بكتاب أبي سليمان الخطاب )ت قبل الحديث فيعده /422( غير مسبوق في تأليف كتاب التأريخ 36 "غاية في الحسن والبالغة". ويشيد 1037/429( المعنون كتاب في غريب كتاب األفعال البن القوطية )2: ألبي الحسين األهوازي )3: خر اسان ونتف الظرف والمصباح نصر الهزيمي )4: 129 ( )9( في غريب الحديث ألبي سليمان الخطابي )4: 74 ( )4( المقامات لبديع الزمان الهمداني )3: 358 ( )5( القالئد والف ارئد 419 ( )6( أدب الكاتب البن قتيبة )4: 77 ( )7( البارع في أخبار والية علي السالمي )4: 95 ( )8( محاسن الشعر وأحاسن المحاسن ألبي ألبي ازملة النتف ألبي منصور أحمد بن مح مد البغوي )4: 142 ( )10( كتاب 325 ( )11( أشعار الندماء واالنتصار للمتنبي ألبي الحسن محمد بن أحمد اإلفريقي المتيم )4: 352 ( )12( كتاب العين للخليل بن أحمد الف ارهيدي )4: 352 ( )13 ) روائع التوجيهات في بدائع التشبيهات وثمار األنس في تسبيحات الفرس والجامع الكبير في التعبير واألدعية وحقة الجواهر في المفاخر ألبي سعد نصر بن يعقوب )4: 390 ( )14( أخبار ابن الرومي وأخبار جحظة البرمكي وذكر األحوال في شعبان وشهر رمضان وشوال واآلداب في الطعام والش ارب ألبي نصر سهل بن المرزبان )4: 392 ( )15( لطائف الكتاب ألبي نصر مح مد بن عبد الجبار العتبي )4: 397 ( )16( من غاب عنه النديم ألبي الحسين الرخجي )4: 397 ( )17( الصحاح في اللغة للجوهري )مع مقارنتها بالجمهرة وتهذيب اللغة ومجمل اللغة( )4: 416 ( )18( درج الغرر ودرج الدرر وحمد من اسمه أحمد أجناس التجنيس للمطوعي )4: 296( وفضل من اسمه الفضل )4: الحسين اآلبي تتمة اليتيمة 120(. 33 انظر يتيمة الدهر : 34 يتيمة الدهر : 35 تتمة اليتيمة ص يتيمة الدهر : 433 ( )19( االقتباس من القرآن )2: 243( أحسن ما سمعت )3: 433( للثعالبي نفسه وكتاب التأريخ ونثر الد ر ألبي سعد منصور بن (

14 14 Bilal Orfali بنسختها مواد مكتوبة أخرى حقق الثعالبي شهرة واسعة في حياته ال سيما بعد األولى. يشهد على شهرته غرب العالم اإلسالمي الثانية ليتيمة الدهر وقد كنت تداول يتيمة الدهر فقد ذاع صيته كجامع اختيا ارت لإلنتاجات األدبية المعاصرة. معاصره الحصري القيروان )ت )1022/ تحديد ا. اإليجابي لعمله هذا: إلى التلقي تصديت الذي كان يكتب من يتعرض الثعالبي في مقدمة النسخة لعمل ذلك في سنة أربع وثمانين وثلثمائة والعمر في إقباله والشباب بمائه فافتتحته باسم بعض الوز ارء مجري ا إياه مجرى ما يتقرب به أهل األدب إلى ذوي والرتب األخطار ومقيما ثمار الورق مقام نثار الورق وكتبته في مدة تقصر عن إعطاء الكتاب حقه وال تتسع لتوفية شرطه فارتفع كعجالة ال اركب وقبسة العجالن وقضيت به حاجة في نفسي. وأنا ال أحسب المستعيرين يتعاورونه والمنتسخين يتداولونه حتى يصير من أنفس ما تشح عليه أنفس أدباء اإلخوان وتسير به الركبان إلى أقاصي البلدان فتواترت األخبار وشهدت اآلثار بحرص أهل الفضل على غدره وعدهم إياه من فرص العمر وغرره واهت اززهم لزهره واقتفارهم لفقره وحين أعرته على األيام بصري وأعدت فيه نظري تبينت مصداق ما ق أرته في بعض الكتب: أ ن أول ما يبدو من ضعف ابن آدم أن ه ال يكتب كتاب ا فيبيت عنده ليلة إال أح ب في غدها أن يزيد فيه أو ينقص منه هذا في ليلة إلي واحدة فكيف في سنين عدة و أريتني أحاضر بأخوا ت كثيرة لما فيه وقعت بأخرة وزيادات جمة عليه حصلت من أفواه الرواة لد ي... فجعلت أبنيه وأنقضه وأزيده وأنقصه وأمحوه وأثبته وأنتسخه ثم أنسخه وربما أفتتحه وال أختتمه وأنتصفه فال أستتمه تحجز وتعد وال تنجز إلى أن أدركت من عصر الس ن والحنكة... فاختلست واأليام لمعة من ظلمة الدهر... واستمررت في تقرير هذه النسخة األخيرة وتحريرها من بين النسخ الكثيرة بعد أن غيرت ترتيبها وجددت تبويبها وأعدت ترصيفها وأحكمت تأليفها... فهذه النسخة اآلن تجمع بدائع أعيان الفضل ونجوم األرض من أهل العصر ومن تقدمهم قليال وسبقهم يسي ر ا الحصري :1

15 الشفاهي والمكتوب: دراسة في مصادر الثعالبي AÜİFD 55:2 15 إرسال األمر األخيرة وتتضمن من طرفهم وملحهم لطائف أمتع من بواكير الرياحين... ما لم تتضمنه النسخة األولى 38 السائرة. يلمح هذا النص إلى أن نجاح الكتاب وانتشاره سريع ا دفع األدباء آنذاك إلى األدبي إلى الثعالبي على أمل أن يضمنه في كتابه فيمنحهم هذا نتاجهم بالتالي تقدير ا ونوع ا من االعت ارف بجودة أدبهم. وكما يتضح من األبواب في يتيمة الدهر وتتمة اليتيمة فإ ن الذين أرسلوا شعرهم إلى الثعالبي مكتوب ا في هذا كان أعماال كاملة من أدباء رفيعي المستوى كالميكالي )ت )ت حال الشع ارء األق ل شهرة الرق ع و الرسائل. وقد تلقى الثعالبي )5-1044/436 والبستي )ت 1010/400( والخوارزمي )ت 993/383( وأبي سعيد بن دوست 1039/431( وابن أدبية خاصة )إخوانيات( المرزبان لكن هذه األعمال كانت جزء ا من م ارسالت أو أشعار ا لشع ارء معينين أعجب بها أصحاب الرسائل فأ اردوا أن يشاركوا صديقهم صاحب االختيا ارت المعروف بها. تضم هذه المادة المكتوبة توقيعات ورسائل وقصائد لشخصيات أدبية لم يصادفها الثعالبي قط. يستعمل الثعالبي األعمال المكتوبة في كل أقسام يتيمة الدهر لك ن لهذا االستعمال أهمية خا صة في القسمين الثالث )الجبل وفارس وجرجان وطبرستان( وال اربع )خر اسان وبالد ما و ارء النهر( خا صة عند تناول بالط الصاحب بن عباد. تتكاثر المواد المكتوبة المر سلة إلى الثعالبي في القسم ال اربع المخص ص لبلد نشأته ألنه كان على معرفة مباشرة باألدباء هناك. يصح هذا أيض ا في تتمة اليتيمة وبشكل أد ق في القسمين األولين حيث لم يعول الثعالبي فيهما األدباء على أ ي إلى الثعالبي مادة مكتوبة الثعالبي في يتيمة الدهر سوى ليدرجها في الكتب وتتمة اليتيمة المحر رة. ومن جهة أخرى القسمين الثالث وال اربع كتابه. من أرسل يحدد ما إذا كانت النصوص التي يتلقاها 38 يتيمة الدهر 18. 1:

16 16 Bilal Orfali مكتوبة بخط المكتوبة ص ارحة. األديب نفسه وغالب ا ما المصادر الشفاهية/السماعي ة يستهل يذكر مصادر اقتباساته الثعالبي مصادره الشفاهية والسماعية ككثير من األدباء في من األصول الثقافة العربي ة-اإلسالمية باإلسناد. وقد لجأ المؤلفون المسلمون إلى األسانيد إلضفاء نوع من المصداقية على نصوصهم المنقولة كاألخبار والحديث وغيرها من المواد المقتبسة في أعمالهم. مصداقية األسانيد نفسها هي محط نقاش اليوم وجدال ويذهب بعض الباحثين المعاصرين إلى نفي أ ي نوع من المصداقية 39 عنها. ويعتقد باحثون آخرون أن أقدم األسانيد تعود إلى ما بداية القرن الثاني الهجري فيما يرى غيرهم أن في األسانيد "نواة معرفية حقيقية." تلقى األسانيد اليوم قبوال مت ازيد ا في األوساط األكاديمية الغربية 42 اإلسالمي المبكر والحديث النبو ي. النصوص األدبية فهي وان تطورت يختلف األمر بالنسبة األسانيد مع بالت ازمن كأداة لدرس التاريخ لألسانيد في فإنها الحديثية انظر مثال Patricia Crone, Slaves on Horses: The Evolution of the Islamic Polity (Cambridge & New York: Cambridge University Press, 1980), pp انظر مثال Joseph Schacht, The Origins of Muhammadan Jurisprudence (Oxford: Clarendon, 1950), p انظر Johann Fück, Die Rolle des Traditionalismus im Islam, Zeitschrift der Deutschen Morgenländischen Gesellschaft 93 (1939), pp انظر أيض ا N. J. Coulson, European Criticism of Ḥadīth Literature, in A. F. L. Beeston et al. (ed.), Arabic Literature to the End of the Umayyad Period (Cambridge: Cambridge University Press, 1983), pp ; Th. Nöldeke, Geschichte des Qorans 2 (Hildesheim: Olms, 1961), pp انظر Harald Motzki, Origins of Islamic Jurisprudence, tr. Marion H. Katz (Leiden: Brill, 2002). 39

17 الشفاهي والمكتوب: دراسة في مصادر الثعالبي AÜİFD 55:2 17 إذ تختلف عنها. تكثر في نصوص األدب األسانيد سالسل المنقطعة 43 األدبي أن ينتهي إسناده إلى رجل ثقة بمعنى آخر يكفي للخبر موثوق ا. فعالقة األسانيد األدبية بالحقيقة التاريخية ليست أولوية. وهكذا والمرسلة. كي يعد ينظر إلى األسانيد في هذه النصوص كمساهمة في تثبيت الحقيقة التاريخية وهي أقل عرضة للتزييف والوضع إذا ما قورنت باألسانيد في نصوص الحديث ومصادر التاريخ فاألدباء ال يروجون بشكل عام ألجندات دينية أو سياسية قد 44 تدفعهم إلى تعديل األسانيد. االعتبا ارت. يذكر الثعالبي مصادره بدقة كثيرة بالمقابل في يتيمة الدهر ويمكن في مداخل ق ارءة أسانيد الثعالبي وتتمة اليتيمة هذه في ضوء الشع ارء المعروفين لكنه يبدأ قصائد بعبا ارت مثل "له" و"وقال". يصعب في مثل هذه الحاالت تخمين مصادر الثعالبي لكن يمكننا افت ارض أ ن ع دد ا غير قليل من هذه القصائد نقل عن مصادر مكتوبة. في حاالت أخرى /السماعي مثل "أنشدت" الشفاهي يلجأ الثعالبي إلى عبا ارت تشي بالنقل و"أنشدني غير ثقة" و"أنشدني غير واحد". تقل هذه العبا ارت تدريجي ا في األقسام الثاني والثالث وال اربع حيث يميل الثعالبي إلى تسمية من روى إليه عن األساليب السردية والبالغية للخبر األدبي انظر Stefen Leder, The Literary Use of the Khabar: A Basic Form of Historical Writing, in A. Cameron and L. Conrad (ed.), The Byzantine and Early Islamic Near East I: Problems in the Literary Source Material (Princeton: Darwin Press, 1992), pp انظر أيض ا محمد القاضي الخبر في األدب العربي: د ارسات في السردية العربية ( بيروت: دار الغرب اإلسالمي 1998(. 44 لمناقشة في األسانيد األدبية انظر ناصر الدين األسد مصادر الشعر الجاهلي وقيمته التاريخية )القاهرة: دار المعارف 1978( ص انظر أيض ا Hilary Kilpatrick, The Genuine Ash ab: The Relativity of Fact and Fiction in Early Adab Texts, in Stefen Leder (ed.), Story-telling in the Framework of Non-fictional Arabic Literature (Wiesbaden: Harrassowitz, 1998), p.95 ff; Stefen Leder, Prosa-Dichtung in der aḫbār Überlieferung, Der Islam 64 (1987), pp.6-41.

18 18 Bilal Orfali 45 مباشرة أي اسم ال اروي السابق السمه مباشرة في سلسلة اإلسناد. األول يسمي الثعالبي أبا بكر القسم فعال وعليه يمكن الشامية الخوارزمي )ت االفت ارض أن الخوارزمي المدرجة دون إسناد أو المصدرة بعبا ارت مثل األكثر شيوع ا التي يفتتح بها الثعالبي أسانيده فهي في مقدمة ( 993/383 الذي ازر الشام هو من نقل بعض المواد "أنشدت". "أنشدني" أما العبا ارت و"حدثني". تمييز نوعين من اإلسناد في يتيمة الدهر وتتمة اليتيمة: الرواية المباشرة األديب المصدر باألديب المصدر. ن سي غير المباشرة والرواية يمكن عن والتي تتم عادة عن طريق إسناد متصل تندر الرواية المباشرة في األقسام الثالثة األولى من الكتابين مما يستر عي األول رثا ء للمتنبي )ت االنتباه فعال. تقدم الرواية المباشرة الوحيدة في القسم 965/354( ينقلها أبو القاسم المظف علي الط بسي وموطنه نيسابور وهي ر بن األول كمجر د ذكرى أدبية بذلك تنتمي إلى القسم ال اربع وقد نقلت إلى القسم للمتنبي. ترد روايتان مباشرتان في القسم الثالث نقلهما أبو بكر الخوارزمي )ت 993/383( الذي التقاه الثعالبي في نيسابور. حصل الثعالبي في تتمة اليتيمة مواد من كل من أبي الفضل محمد بن عبد الواحد التميمي )ت 1062/454( وأبي يعلى محمد بن الحسن البصري )ت بعد 1037/429( أثناء زيارتهما 46 ابور. في القسم الثالث من يتيمة الدهر يصف الثعالبي أبا القاسم عبد في يتيمة الدهر في القسم األول: : : وفي القسم الثاني: :2 وفي القسم الثالث: : وفي القسم ال اربع: : اليتيمة ص انظر تتمة اليتيمة ص وفي تتمة

19 الشفاهي والمكتوب: دراسة في مصادر الثعالبي AÜİFD 55:2 19 الواحد بن الح ريش )الحريش ( ( ت 1032/424( قائال : "ن سي 47 ابوري التربة" ويشير إلى أنه التقاه مع أبي الفتح الدباوندي وأبي المظفر بن القاضي أبي بشر 48 الفضل بن محمد الجرجاني )ت بعد 1037/429( في نيسابور. من بين كل الروايات المباشرة ناقلي وتتمة اليتيمة يبرز الر اوي الوحيد الذي ال يزعم في األقسام الثالثة أبو العالء بن الحسول )ت الثعالبي األولى في كل من يتيمة الدهر 49 )1058/450 أنه التقاه في نيسابور. الذي يبدو أنه هذه وقد قامت الشخصي ات التي ازرت نيسابور بدور مهم في نقل شعر األقاليم التي أتت منها للثعالبي إذ نصادف أسماء هذه الشخصيات سابقة اسم الثعالبي في سالسل اإلسناد المباشرة- غير المباشرة. على أن القسم ال اربع يعول بشكل كبير على اإلسنادات نستطيع إحصاء ثالثة عشر إسناد ا أسانيد غيرها في تتمة اليتيمة. تعود تتمة وترجع اليتيمة ثالثة أسانيد مماثال في يتيمة الدهر وعشرة مباشرة المخ صص لشع ارء من األقاليم المختلفة أسانيد الثعالبي لشع ارء مدرجين ترحاله يفوق عدد المباشرة في القسم الخامس من لشع ارء من نيسابور. في القسم ال اربع )خر اسان وبالد ما و ارء النهر( في القسم نفسه وهم ممن التقى تلك المناطق أو هم غير المباشرة األسانيد ممن ازروا نيس ابور. األسانيد عد د الثعالبي في نيسابور خالل في المباشرة في كال الكتا ب ين. وهي أسانيد قصيرة بالطبع نظر ا إلى جدة المادة التي تقدمها اسم ا أو اسمين غير الشاعر المصدر. أما األسانيد الجماعية فنادرة. وغالب ا ما تحوي 50 ففي 47 تتمة اليتيمة ص تتمة اليتيمة ص توفي والده أبو بشر الفضل بن محمد بعد 1000/391 انظر الباخرزي.561 : علي بن حسول أصله من همذان نشأ في الري انظر مدخله في الباخرزي صافي الحضرتين محمد بن.411 :1 انظر يتيمة الدهر 407 : :2 289 :1 تتمة اليتيمة ص..83

20 20 Bilal Orfali مورد واحد يذكر الثعالبي أنه تلقى المادة نفسها عبر ثالثة رواة )الخوارزمي وابن المرزبان والم صيصي( لكنه الحق ا ولعدم قدرته على مالحقة أصول الروايات الثالث يقدم رواية مركبة عاش عدد كبير من رواة الثعالبي عدد ا آخر منهم في نيسابور. ينتمي 51 للحادثة. المباشرين هؤالء الرواة في مدن ازرها فيما صادف مدن في اإلقليم إلى بأغلبيتهم اإلسالمي وينقلون شعر مناطقهم األصلية أو مناطق أخرى الشرقي للعالم ازروها. وقد سافر الرواة غرب ا )إلى الع ارق والشام والمغرب( أو أوغلوا في السفر شرق ا مما سمح للثعالبي بتجميع مادة في األصل من الع ارق البالطات الغزنوية ممن غنية من كل األقاليم. بعض هؤالء الرواة يمموا صوب الشرق على أمل التكسب م ن والسامانية المزدهرة آنذاك وهم أنفسهم طريقهم إلى وجهتهم المقصودة مر وا أشعارهم وأشعار شع ارء مناطقهم التي جاؤوا منها. األدباء ليسوا رواة محترفين لألخبار و/أو القصائد ما يعرفونه شاركوا الثعالبي شع ارء أدباء وشع ارء. وفي بنيسابور حيث التقوا الثعالبي ونقلوا من أدب تجدر اإلشارة إلى أن هؤالء ويشغل والمقطوعات. معظمهم بل قسم ال بأس به منهم مداخل في يتيمة الدهر. ويمكن التخمين أن جزء ا من المقاطع المقتبسة عنهم تعود روايتها إليهم مباشرة. فنادر ا ما يستقي الرواة في يتيمة الدهر وتتمة اليتيمة معلوماتهم من الكتب أو الدواوين بل ينقلون أغلب المواد تكشف د ارسة أسانيد الثعالبي في يتيمة الدهر فيما نقل أ ن آخرون بعض الرواة شكلوا من الشع ارء أنفسهم. مصادر ألقسام بعينها مادة أدبية من غير إقليم. يسهم ك ل من الخوارزمي )ت 993/383( وأبي محمد بن عمر ال ازهر )ت قبل ) 1037/429 األول فيما يبرز أبو نصر سهل وعبد الصمد المصري بشكل بارز في القسم 51 يتيمة الدهر :

21 الشفاهي والمكتوب: دراسة في مصادر الثعالبي AÜİFD 55:2 21 ابن المرزبان في القسم الثاني وهو الذي ازر بغداد مرتين. تعتمد األقسام التي تتناول الصاحب بن عباد والشع ارء الذين قصدوا بالطه على مرويات من ك ل الخوارزمي وبديع الزمان الهمذاني الل ذين خدما في بالطه. في المقابل يظهر علي بن المأمون الم صيصي )ت قبل 1037/429( وأبي كل من أبي الحسن سعد نصر بن يعقوب الدينوري )ت قبل 1037/429( في سالسل الرواية على طول يتيمة الدهر. وكما في يتيمة الدهر كذا في تتمة اليتيمة ينتمي بعض الرواة إلى مناطق معينة. ينقل أبو بكر القهستاني )ت بعد الحسن )ت بعد عبد الواحد التميمي )ت البصري )ت بعد القصائد في في يبرز أنفسهم. القسم القسم 1037/429( شعر )1037/ /435( وأبو الحسن مسافر بن األول ويقوم أبو الفضل محم د بن القسم 1062/454( وأبو يعلى محمد بن الحسن الصوفي مهم بدو ر الثالث عبر رواية أبي الثالث أ ي ويبرز رواة آخرون في غير منطقة علي فارس القزويني وأبي الحسن والثاني توالي ا. خاتمة اروا ت يشدد شوكت القسم في الثاني فيما تأتي معظم الفتح محمد بن أحمد الدباوندي. أساسي حيث ينقل الثعالبي ارو أو إقليم بن مأمون المصيصي في فيه ال عن الشع ارء علي مثل أبي الحسن القسمين بن األول ووالتر ويركميستر ومانفريد فليشهامر وفؤاد سزكين وسيباستيان غونتر على أهمية المصادر المكتوبة والسماعية في مصنفات األدب من القرنين الثالث/التاسع وال اربع/العاشر عبر أدباء بارزين هم: ابن أبي طاهر طيفور )ت لمصادر ثالثة د ارستهم 893/280( وابن عبد ربه )ت 940/328( وأبو الفرج اإلصبهاني )ت 967/356(. سمح توفر الورق والكتب

22 22 Bilal Orfali اإلسالمي آنذاك باستعمال النقل في العالم الشفاهي الدهر وتتمة اليتيمة حالة خا صة ففيهما طرق النقل المختلفة في كل قسم والسماعي في مقابل الرواية ي الكتاب ة التي سادت في القرنين األولين من اإلسالم. يقدم كتابا الثعالبي يتيمة عودة نشطة للشفاهة واعتماد على من أقسام الكتاب ين. وسبب التغي ر في طبيعة المصادر في هذين الكتاب ين أنهما يعنيان باألدب المح دث حصر ا. استدعى هذا المتناولة تغيير ا موازي ا في طريقة التصنيف. لم تكن هذه المادة التغيير في المادة قد جمعت بعد أو انتشرت في حلقات التدريس مما أثر في االعتماد على ي والمكتوب. وقد أدت أسفار األدباء المتواصلة للتكسب من النقل السماع الشفاهي بصرف النظر عن األقاليم البالطات إلى زيادة االعتماد على النقل الجغ ارفية الشاسعة التي أخذ الثعالبي على عاتقه أن يغطيها. وقد اقتصرت سالسل اإلسناد على اسمين أو ثالثة لجدة المادة مما عز ز مصداقيتها. باإلجمال غلبت الشفاهة على نقل الشعر دون النثر بسبب غلبة القطعة الشعرية على القصيدة في ذلك العصر عالوة على وجود البحر والقافية سهال عملية النقل. لم يعن اللذين االعتماد على الشفاهة مع ذلك هجر ا كامال للمصادر المكتوبة. يظهر تفحص مصادر الثعالبي أنه استخدم عدد ا من الدواوين والكتب المتوافرة آنذاك لكن جدة المادة ووسع الرقعة الجغ ارفية التي جاءت منها والمنافسة على الشهرة كلها عوامل أفسحت المجال لتوظيف مواد مكتوبة أخرى كالرقع والرسائل التي اختيا ارته كان يرسلها األدباء للثعالبي بين الفينة واألخرى إلد ارجها في كتاب الذائع الصيت. وهذا يثبت أن كتب االختيا ارت العربية ليست دائم ا نصوص ا ثانوية مستلة من الدواوين والكتب. أصبحت كتب االختيا ارت في الواقع مع الثعالبي ومن لحقه من أصحاب االختيا ارت الذين عنوا بالشعر

23 الشفاهي والمكتوب: دراسة في مصادر الثعالبي AÜİFD 55:2 23 المعاصر لهم طريقة أساسية لنشر المغمورين الذين لم ينتجوا دواوين معروفة. األدب األصيل باألخ ص مع الشع ارء ومما يثير االنتباه أن استخدام طرق النقل المستعر ضة آنف ا غير متجانس في كل األقسام. ففي القسم األول )الشام ومصر والمغرب والموصل( تعويل كبير على الكتب والدواوين التي تستبعد تدريج يا مع تقدم الثعالبي شرق ا باتجاه ال اربع القسم أكثر ما يظهر في )خر اسان وبالد ما و ارء النهر(. يظهر االعتماد على الرقع والرسائل الثالث القسمين )الجبل وفارس وجرجان وطبرستان( عام في األقسام األربعة لك ن وال اربع. أما االعتماد على المصادر الشفاهية فهو معظم األسانيد المباشرة تعود إلى القسم ال اربع. أخير ا تبين هذه الورقة أن مادة كبيرة من يتيمة الدهر وتتمة اليتيمة منقولة عن عدد محدود من الرواة من وشرق الع ارق ه الذين التقاهم الثعالبي في نيسابور أو المدن المجاورة. يشكل هؤالء الرواة دعامة القرن ال اربع/العاشر. شبكة كبرى من األدباء الناشطين في النصف الثاني من المصادر والم ارجع ابن خلكان. وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان. تحقيق إحسان عباس. بيروت: دار صادر ابن عبد ربه. العقد الفريد. تحقيق أحمد أمين وآخرون. القاهرة: مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر األسد ناصر الدين. مصادر الشعر الجاهلي وقيمته التاريخية. القاهرة: دار المعارف الباخرزي علي بن الحسن. دمية القصر وعصرة أهل العصر. تحقيق محمد ألتونجي. بيروت: دار الجيل الثعالبي أبو منصور. تتمة اليتيمة تحقيق م. م. قميحة. بيروت: دار الكتب العلمية فقه اللغة وسر العربية. تحقيق ياسين األيوبي. بيروت: المكتبة العصرية يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر. تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد. القاهرة: المكتبة التجارية الجادر محمود عبد اهلل. الثعالبي ناقد ا وأديب ا. بيروت: دار النضال 1991.

24 24 Bilal Orfali "د ارسة توثيقية لمؤلفات الثعالبي " مجلة معهد البحوث والد ارسات العربية 12.)1983/1403( حاجي خليفة. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون. بغداد: مطبعة المثنى الحصري القيرواني. زهر اآلداب وثمار األلباب. تحقيق علي محمد البجاوي. القاهرة: البابي الحلبي.1970 الحموي ياقوت. معجم األدباء. تحقيق إحسان عباس. بيروت: دار الغرب اإلسالمي الذهبي محمد بن أحمد. تاريخ اإلسالم. تحقيق ع. ع. تدمري. بيروت: دار الكتاب العربي سزكين فؤاد. "مصادر كتاب األغاني ألبي الفرج اإلصفهاني " في فؤاد سزكين محاض ارت فى تاريخ العلوم العربية واالسالمية ف ارنكفورت 1984( صص )ف ارنكفورت: معهد تأريخ العلوم العربية واإلسالمية في إطار جامعة السيد فؤاد. فهرست المخطوطات المصورة. القاهرة: دار الرياض للطبع والنشر الصفدي خليل بن أيبك. الوافي بالوفيات. تحقيق أحمد األرناؤوط وت. مصطفى. بيروت: الت ارث العربي الصولي محمد بن يحيى. أخبار أبي تمام. التجاري د.ت. دار إحياء تحقيق خليل محمود عساكر وآخرون. بيروت: المكتب القاضي محمد. الخبر في األدب العربي: د ارسات في السردية العربية. بيروت: دار الغرب اإلسالمي.1998 الكاتب اإلصبهاني. خريدة القصر قسم شع ارء مصر. القاهرة: لجنة التأليف والترجمة والنشر مبارك زكي. النثر الفني في القرن ال اربع. القاهرة: المكتبة التجارية الكبرى ]1957[. Bosworth, Clifford Edmund (tr.). The Laṭā if al-ma ārif of Tha ālibī [The Book of Curious and Entertaining Information]. Edinburgh: Edinburgh University Press, Brockelmann, Carl. Geschichte der arabischen Litteratur. Leiden: Brill, Coulson, N. J. European Criticism of Ḥadīth Literature, in A. F. L. Beeston et al. (ed.). Arabic Literature to the End of the Umayyad Period (Cambridge: Cambridge University Press, 1983), pp Crone, Patricia. Slaves on Horses: The Evolution of the Islamic Polity. Cambridge; New York: Cambridge University Press, 1980, pp Fleischhammer, Manfred. Die Quellen des Kitāb al-aġānī. Wiesbaden: Harrassowitz, Fück, Johann. Die Rolle des Traditionalismus im Islam, Zeitschrift der Deutschen Morgenländischen Gesellschaft 93 (1939), pp Gelder, Geert Jan van. Muḥdathūn, EI2 Suppl., pp Günther, Sebastian. Assessing the Sources of Classical Arabic Compilations, British Journal of Middle Eastern Studies 32 (2005), pp

25 الشفاهي والمكتوب: دراسة في مصادر الثعالبي AÜİFD 55: » nor have I learned it from any book of theirs«abū l-faraj al-iṣfahānī: A Medieval Arabic Author at Work, in R. Brunner et al. (ed.), Islamstudien ohne Ende: Festschrift für Werner Ende zum 65. Geburtstag ([Heidelberg]: Deutsche Morgenländische Gesellschaft, 2000), pp Kilpatrick, Hilary. Making the Great Book of Songs: Compilation and the Author s Craft in Abū l-faraj al-iṣbahānī s Kitāb al-aghānī. London; New York: RoutledgeCurzon, The Genuine Ash ab: The Relativity of Fact and Fiction in Early Adab Texts, in Stefen Leder (ed.), Story-telling in the Framework of Nonfictional Arabic Literature (Wiesbaden: Harrassowitz, 1998), pp Leder, Stefen. Prosa-Dichtung in der aḫbār Überlieferung, Der Islam 64 (1987), pp The Literary Use of the Khabar: A Basic Form of Historical Writing, in A. Cameron and L. Conrad (ed.), The Byzantine and Early Islamic Near East I: Problems in the Literary Source Material (Princeton: Darwin Press, 1992), pp Motzki, Harald. Origins of Islamic Jurisprudence. Tr. Marion H. Katz. Leiden: Brill, Nöldeke, Th. Geschichte des Qorans, 2 nd ed. Hildesheim: Olms, Orfali, Bilal. The Art of Anthology: Al-Tha ālibī and His Yatīmat al-dahr, Ph.D. Dissertation, Yale University, New Haven, The Art of the Muqaddima in the Works of Abū Manṣūr al-thaʿālibī, in Lale Behzadi and Vahid Behmardi (ed.), The Weaving of Words: Approaches to Classical Arabic Prose (Beirut: Orient-Institut Beirut, 2009), pp The Sources of al-tha ālibī in Yatīmat al-dahr and Tatimmat al-yatīma, Middle Eastern Literatures 16 (2013), pp The Works of Abū Manṣūr al-tha ālibī ( / ), Journal of Arabic Literature 40 (2009), pp Rowson, Everett. al-tha ālibī, EI 2, v.10, pp.426a-427b. Rowson, Everett and Seeger A. Bonebakker. A Computerized Listing of Biographical Data from the Yatīmat al-dahr by al-thaʿālibī. Malibu: UNDENA Publications, Schacht, Joseph. The Origins of Muhammadan Jurisprudence. Oxford: Clarendon, Schoeler, Gregor. The Genesis of Literature in Islam: From the Aural to the Read. Tr. Shawkat Toorawa. Edinburgh: Edinburgh University Press, Stetkevych, Suzanne Pinckney. Abū Tammām and the Poetics of the ʿAbbāsid Age. Leiden & New York: Brill, Toorawa, Shawkat. Ibn Abī Ṭāhir Ṭayfūr and Arabic Writerly Culture: A Ninth- Century Bookman in Baghdad. London & New York: Routledge Curzon, Werkmeister, Walter. Quellenuntersuchungen zum Kitāb al- iqd al-farīd des Andalusiers Ibn Abdrabbih (240/ /940). Berlin: Klaus Schwarz Verlag, 1983.

26 26 Bilal Orfali